سورة سبأ - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


أي لو رأيتَ ذلك لرأيتَ فظيعاً، وأَمراً عظيماً؛ إذا أخذهم بعد الإمهال فليس إلا الاستئصال.


إذا تابوا- وقد أُغْلقَتْ الأبواب، وندمُوا- وقد تقطَّعَت الأسباب , فليس إلا الحسرات والندم، ولات حين ندامة!
كذلك من استهان بتفاصيل فترته، ولم يَسْتَفِقْ من غَفْلَتِه يُتَجَاوَزُ عنه مرةً، ويَعْفَى عنه كَرَّةً، فإذا استمكنت منه القسوةُ وتَجَاوَزَ سوءُ الأدبِ حَدَّ الغفلة، وزاد على مقدار الكثرة يحصل له من الحقِّ رَدٌ، ويستقبله حجاب، وبعد ذلك لا يُسْمَعُ له دعاء، ولا يُرْحَمُ له بكاء، كم قيل:
فَخَلِّ سبيلَ العينِ بعدك للبُكَا *** فليس لأيام الصفاءِ رجوعُ


التوبة يشتهونها في آخرالأمر وقد فات الوقت، والخَصْمُ يريد إرضاءه فيستحيي أن يذكر في ذلك الوقت، وينسدُّ لسانه ويعتقل؛ فلا يمكنه أَن يُفْصِح بما في قلبه، ويودُّ أَنْ لو كان بينه وبين ما أسلفه بُعْدٌ بعيد، ويتمنى أن يُطِيعَ فلا تساعده القوةُ، ويتمنى أن يكون له- قبل خروجه من الدنيا- نَفَسٌ , ثم لا يتفق.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11